سواءاً كنت مبرمج أو مصمم أو حتى مستخدم عادي فإن سلامة حاسوبك هي أولى أولوياتك، والمحافظة علىالخصوصية هي شغلك الشاغل ولذا وجب عليك أن تدرك أولا أن حاسوبك ليس في متناول هجمات القراصنة وليس شارعا تتنزه فيه البرمجيات الخبيثة والفيروسات، ومن دون توفر هذا العنصر إعلم أخي القارئ أنه لا جدوى ولا فاعلية لكلمات السر أو بقية الطرق والتي يكون الغرض منها حماية الخصوصية ورفع درجة الحماية.
س : سمعت أن هناك أنظمة حرة تتميز بكفاءة عالية من جانب الحماية !
ج : نعم حقا الأنظمة الحرة مثل جنو/لينيكس يعد حل نهائيا للتخلص من أزمة الفيروسات وتهديدات القراصنة وكذا يعد الحل الأمثل لكل من يعاني من غياب الخصوصية.
أهم نقاط الدرس
ستكتشف معي في هذا الدرس المحاور التالية :
- أخطار الفيروسات و أثرها على الخصوصية !
- كيف استخدم مكافح فيروسات في أعز قوته ؟
- هل حقاً التحديثات مهمة ؟
- كيف أعزز حمايتي و أحفظ خصوصيتي بشكل أكبر ؟
- ماهي الأنظمة الحرة ؟ و هل حقّاً تعتبر هذه الأخيرة آمنة ؟
الفيروسات، الديدان و أحصنة طروادة :
سأعمد إلى الاختصار في هذه النقطة لأنني سبق وتطرقت إليها في درس متكامل بعنوان :
الفيروسات هي برمجيات صنعت للولوج إلى الحواسيب دون إذن وعلم المستخدم، وتعتمد في هذه النقطة إلى نسخ نفسها داخل الملفات البرمجية الأخرى وكذا وسائط التخزين سواء كانت مرنة أو مدمجة وفي الغالب تعتمد على الأقراص القابلة للإزالة (الفلاش ديسك) و (الكارت مموري) هدفها الرئيسي هو تخريب الملفات الشخصية وملفات نظام التشغيل.
س : هي برمجيات خبيثة ! من يقوم ببرمجتها وماذا يستفيد ؟
ج : الحقيقة إن من يقوم ببرمجتها في الغالب ليس شخص وإنما شركات الحماية نفسها نعم كبرى شركات الحماية لأن بالنسبة لها (لا فيروسات = لا أرباح ) ولهذا تسعى لإغراق العالم الرقمي بالفيروسات لتتمكن من تسويق أنظمة الحماية الخاصة بها.
الديدان :
ملفات خبيثة في الغالب تتميز بصغر حجمها تسعى إلى غزو أكبر عدد ممكن من الحواسيب وتستعمل شبكة الانترنت كوسيلة رئيسية في الإنتشار، يمكنها إستغلال موارد الشبكة بسبة تصل إلى 100%، مما يسبب بطئ في سرعة الشبكة لدرجة كبيرة.
أحصنة طروادة :
برمجيات تتميز بنوع من البراءة في مظهرها الخارجي حيث تعمد إلى التنكر وإيهام المستخدم على أنها احد البرامج النافعة فيقتنع بها ويشغلها على جهازه دون علمه بالوظائف الخبيثة التي زرعت داخلها وفي الغالب تنتقل عبر مولد الأرقام التسلسلية للبرمجيات التجارية المقرصنة.
وكل هذه البرمجيات تعد خطرا كبيرا على أنظمة الحواسيب وعلى خصوصية المستخدم، فهناك من تسعى لتدمير الجهازوكافة البيانات التي يحتويها أو التجسس على المستخدم، وهناك من تكون على شكل دعابات أو تحدي لمصنعي أنظمة الحماية وتستعمل أيضا في نشر آراء سياسية خاصة أو عامة والبعض الأخر قد يستعمل في أغراض إجرامية باستغلال الموارد الحاسوبية والشبكية المملوكة للآخرين لمهاجمة الشبكات و إسقاط المواقع أو كسر كلمات السر…
وسواءاً كنت مبتدأ أو خبير طبعا ستتمكن هذه البرامج من خداعك، والدخول إلى جهازك ولذا وجب عليك استخدام برنامج حماية واستغلال قوته الكاملة.
أفاست (Avast) :
أفاست هو أحد أنظمة الحماية العالمية الغني عن التعريف وهو الذي اخترته لكم في هذه الدورة كي يكون نظام الحماية الخاص بك، يمكنك تحميله من على الموقع الرسمي للشركة. من المستحسن أن تنصب النسخة الأخيرة إن كانت تتوافق مع نظام التشغيل لديك.
س : لما اخترت لنا أفاست بالتحديد ؟ وتجاهلت جميع شركات الحماية الأخرى !
ج : طبعا لا تربطني أي علاقة بشركة أفاست و إختياري له ليس من باب الإشهار وإنما لمميزاته التي رأيت أنها تجعله يحتل صدارة تصنيف أنظمة الحماية وان كنت تتساءل عزيزي القارئ عن هذه المميزات فأهمها انه يمكنك الحصول على رقم تفعيل رسمي من الشركة لمدة سنة مجانا بمجرد التسجيل في موقع البرنامج وكذا توافقه مع الحواسيب الضعيفة والقديمة وكذا توفر نسخ متوافقة مع جميع أنظمة التشغيل الجديدة سواء كانت ويندوز، اندرويد، وغيرها من الأنظمة.
و لكي تستخدم مكافح الفيروسات في أعز قوته عليك :
- عدم تشغيل أكثر من مضاد/مكافح فيروسات على نفس نظام التشغيل في آن واحد.
- عليك بإستخدام مكافح فيروسات عالمي و التأكد من أن الشركة المسؤولة عن برمجته توفر التحديثات الأمنية اللازمة دوريا.
- التأكد من أن مكافح الفيروسات لديك معد على فحص التحديثات الجديدة تلقائياً أو ينبهك على و توفرها.
- التأكد من أن مكافح الفيروسات عندك يحتوى على ميزة الفحص في الخلفية بشكل ألي و كذا يفحص جميع الوسائط التي يتم ربطها بالجهاز بشكل تلقائي.
- استخدام إصدار (Internet Security) إن كنت تتوفر على إتصال انترنت.
- فحص الملفات المشكوك فيها على أكثر من برنامج حماية، هناك العديد من المواقع تتيح هذه الخدمة مثل موقع (Virustotal).
س : إن حققت كل هذه الشروط فهل أكون بعيد عن الخطر ؟
ج : نعم نسبيا، لكن لا تنسى أن للتحديثات الأمنية الدور الهام في توفير الحماية وكذا عليك استعمال برامج مساعدة للحماية من المخترقين وبرامج التجسس.
المخترق المحترف يمكنه الولوج إليك حتى وأن كانت تملك مضاد فيروسات قوي ومخصص، وهذا عبر الثغرات الأمنية والبورتات الموجودة في جهازك لذا عليك تنصيب كل التحديثات الأمنية الخاصة بنظام التشغيل والبرامج الأخرى والحرص على أن يكون لديك دوما أخر أصدار متوفر، ولا تنسى أن تهتم بأمر البرامج التجسسية.
س : ماهي هذه البرامج التجسسية ؟
ج : البرامج التجسسية هي شق ثاني من البرمجيات الخبيثة تسعى وراء معلوماتك وملفاتك الشخصية، سأعرفك عليها بالتفصيل فقط ابقى معي وتابع القراءة.
البرمجيات التجسسية :
هي نوع من البرمجيات الخبيثة صممت لتنقل إلى مبرمجيها معلومات عن نظام التشغيل الخاص بك والتطبيقات التي تستعملها وتنقل أيضا جميع ما تقوم أنت به يوميا من الكلمات التي تكتبها على لوحة المفاتيح، وكذا المواقع التي تتصفحها، وأيضا تصوير ما يوجد على شاشة الحاسوب الخاص بك، كذا التحكم في الأجهزة المرتبطة بجهازك من طابعات و كاميرات رقمية كل هذا وأكثر دون أن تعلم بشيء، وهذا التجسس يكون بدافع الفضول، الاستهداف و السرقة، أغراض أمنية و أخرى تسويقية.
هذه البرمجيات تعتمد في إنتقالها إلى الإندماج داخل الفيروسات والديدان ساعيةً وراء خصوصيتك لذا فالحماية منها أمر هام جداً.
س : هل ينفع مضاد الفيروسات الذي لدي في الحماية من برامج التجسس ؟
ج : نعم ينفع في الكشف عنها لكن بنسب ضعيفة ويفضل إستعمال برامج ثانوية خاصة.
صائدات البرمجيات التجسسية :
سباي بوت :
هو أحد البرامج المفيدة في الكشف عن البرمجيات الخبيثة التي يمر عليها في الغالب مكافح الفيروسات مرور الكرام،والتي تسبب لك ضرر هائل كـ التلاعب بخصوصيتك ونشر معلوماتك الشخصية، لذا يتوجب عليك دعم نظام الحماية الخاص بك ببرنامج مسؤول عن الكشف على برامج التجسس، وكما هو الحال مع مضاد الفيروسات يجب عليك تزويد الأخير بالتحديثات الجديدة وإجراء فحوصات دورية.
و كما يقال :
الوقاية خير من العلاج، لذا يجب عليك إتباع النصائح الآتية للتقليل من فرصة تعرضك للقرصنة و التجسس.
نصائح وقائية :
- أنصحك بزيارة المواقع الرسمية، المعروفة و البعيدة عن المحتويات المحظورة، و عدم الضغط على الرسائل و النوافذ المنبثقة أو مجهولة المصدر.
- إغلاق النوافذ المزعجة عن طريق الزر X ذو اللون الأحمر و المتعارف عليه في جميع أنظمة التشغيل.
- زيادة نسبة أمان المتصفح الخاص بك و الحرص على استخدام أخر نسخة متاحة من برامج التصفح و الحذر عند استخدام ميزات الجافا سكريت أو تعطيل هذه الخاصية نهائيا.
- لا توافق على تنصيب الإضافات و البرمجيات التي تتحمل بشكل أوتوماتيكي عند زيارة بعض المواقع و حذفها من الجهاز نهائيا.
س : لقد قلت أنه من دوافع الأمان تعطيل الجافا سكربت، لكن هي مهمة جدا فما الحل ؟
ج : نعم الجاف سكربت مهة لكن هناك بدائل مثل (نوسكربت) توفر تحكم أكثر في الفلترة.
الجدران النارية :
الجدار الناري :
هو الخط الدفاعي الأول الذي تمر و تغربل عبره جميع البيانات الصادرة و الواردة عبر الشبكة حيث يحدد الجدار الناري البيانات المسموح لها بالمرور ويمنع كل الملفات التي لا تملك تصريح بالمرور و يتم هذا وفق معايير معينة، و من الواضح أن منع الاتصالات المجهولة أمر ضروري وهام لدرء هجمات الهاكر و البرامج الخبيثة، و من المهم معرفة البيانات التي تحاول حتى البرمجيات الموثقة إخرجها من النظام.
وجدار الدفاع الجيد يتيح للمستخدم العادي التحكم في كل البيانات المارة عبر الشبكة و تحديد صلاحيات النفاذ لكل برنامج مثبت على النظام، و يبلغ المستخدم عن أي برنامج لا يملك الصلاحيات عندما يحاول تصدير أو استيراد معلومات عبر الشبكة ليتخذ المستخدم القرار المناسب بالسماح أو المنع.
هنا بعد أن عرفنا الدور الهام الذي يلعبه الجدار الناري انوه على أن الجدار الناري يتواجد بشكل تلقائي مثبتا على أنظمة تشغيل ميكروسوفت، لكن هذا الجدار الناري ضعيف جدا وقليل الامتيازات و صعب التحكم نوعا ما، خاصة على المستخدم المبتدأ، مقارنة بغيره ولهذا اقترح عليك الجدار الناري كومودو (comodo) يمكنك تحميله من الموقع الرسمي للشركة.
س : هل يمكن لجهازي البسيط تحمل مضاد للفيروسات و مضاد للبرمجيات التجسسية وجدار ناري ؟
ص : تنصيبها لا يشكل أي عبئ على حاسوبك بل بالعكس كل هذه التحضيرات تعد الحد الأدنى من الحماية الواجب توفرها في كل جهاز مرتبط بشكبة الإنترنت.
كيف أُؤَمّن منافذ الشبكة :
- لا تنصب في حاسوبك سوى البرمجيات المهمة والتي تحتاجها وتأكد من أنها نسخ من المصدر الرسمي لها أو من مصادر ثانوية موثوقة.
- عند فتح جهازك عليك عدم الاتصال بالانترنت إلى حين انطلاق برنامج الحماية الخاص بك.
- التأكد من سلامة جميع الحواسيب المربوطة بجهازك سواء عن طريق الواي فاي أو الكابل.
- غيّر كلمة المرور الافتراضية الخاصة بجهاز الروتر و كذلك اجعل لنظام التشغيل الخاص بك كلمه سر قوية.
- إغلاق كافة البورتات المفتوحة في جهازك.
س : والآن هل يمكنني العمل مرتاح البال ؟
ج : نعم، نسبيا يمكنك العمل وأنت مرتاح أخي لكن اعلم انه لا يوجد شيء اسمه حماية كاملة، هذا ما يمكن توفيره في الوقت الحالي وإن أردت المزيد ادعوك بجد لتجربة منصة الأنظمة الحرة جنو/لينيكس.
خلاصة الدرس :
إن الفيروسات بشتى أنواعها لم ولن تتغير وإنما نحن هم الذين زاد ارتباطنا بعالم الرقميات فأصبحت هذه الأخيرة تشكل الهاجس الأكبر بالنسبة لنا ولهذا أصبحت مكافحات الفيروسات من أهم البرامج التي يجب حتميا أن توفر على جميع الأجهزة الرقمية الخاصة بنا.
كما يجب أن يتم إعدادها جيدا لكي نستفيد من الكفاءة القصوى لها و يجب علينا أن ندرك أن الفيروسات ليست هي الخطر الوحيد الذي يهددنا.
و عليه يجب دعم مضاد الفيروسات لدينا مهما كانت قوته بالعديد من الملحقات الأخرى التي تساعده في تأمين جهازنا من المخترقين و البرامج التجسسية، كما علينا عدم إهمال الخط الدفاعي الأول والمتمثل في جدار الحماية، كل هذا يقلل من فرصة تعرضنا للمخاطر، أما للحصول على حماية شبه كاملة علينا التوجه إلى تجربة الأنظمة الحرة لما فيها من امتيازات في هذا المجال.
إلى هنا قارئي الكريم نكون قد عملنا على بناء قاعدة سليمة وآمنة ولم يبقى سوى أن أشكرك على مساندتك لي وتشجيعي في الإبداع والعطاء أكثر، أتمنى لك وقتا سعيدا إلى أن نلتقي في الدرس القادم إن شاء الله
لا تنسى التعليقات، المشاركة و الإنضمام إلى النشرة البريدية الخاصة بموقع تقانة ليصلك كل جديد، بالتوفيق.