قال تعالى : { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ }[ الرعد الآية 37]
{فتعالى الله الملك الحق و لا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه و قل ربي زدني علما } [ طه 114]
أيها القراء الأعزاء بلا شك أملنا كبير في استعمال يوم ما أجهزة تكنولوجيا عربية مئة بالمئة ليس من حيث الصناعة و الاختراع فقط بل من حيث اللغة أيضاً، فاليوم العديد من الأسئلة تطرح نفسها و للأسف يبقى الجواب مفتوح لكونه صعب و متشعب و عميق.

أسئلة…

فالسؤال الأول يقول لنا بصوته العالي : يا عربي هل اللغة العربية ليست قادرة على مواكبة العصر التكنولوجي ؟
أما الجواب الأول بكل صمت و سكينة بل فراغ يكتب : انتظر الإجابة…
السؤال الثاني بصوته القوي الغيور على ثقافة اللغة العربية يردد : يا عربي هل أنت عاجز عن اختراع شيء جديد أو تطوير شيء موجود نتيجة قصور اللغة العربية ؟
و الجواب الثاني لا يفرق عن الجواب الأول.
السؤال الثالث يستفسر و يقول : هل العيب فينا نحن العرب أم في اللغة التي هي أساسا مجرد أداة للتعبير ؟
و يظل الجواب في طور الانتظار…

إلى متى ؟

إلى متى ؟ هل سننتظر أكثر ؟ هل بعد الانتظار إنفجار للطاقات العربية ؟؟؟
فمن المؤسف أن التكنولوجيا و التطور العلمي حكر على مجتمعات دون غيرها مما يجعل الممتلكة للتكنولوجيا تفرض لغتها على العالم من خلال منتجاتها، فنحن العرب نقتصر على ما يصدره لنا الغرب من تقنيات و مستكشفات و أدوية و أجهزة كهربائية و غيرها.
حتى أصبح الانسان العربي مقيد بأسمائها و نطقها كما هي لعدم القدرة عن الاستغناء عنها مما جعل اللغة العربية تعتمد سوى في الأحداث التي طواها الزمان و في الشعر و الإنشاء.
إن تأخر الدول العربية في المجال التكنولوجي و قلة أعداد المخترعين و المستكشفين و الباحثين العرب، إنعكس سلبا على لغتنا العربية و هذا أمر طبيعي لعدم اهتمام الدول العربية ببناء قاعدة تنطلق منها نحو التكنولوجيا لتكون صانعة و منتجة.
الشيء الذي يؤدي الى هجرة الأدمغة التي تجد ترحيبا وتشجيعا بل و دعما كبيرا من قبل دول غربية ما يساهم في فرض لغتهم و تعلمها و احترامها مثالا على هدا الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبحت اللغة الانجليزية لغة عالمية.
و من المشهود و المعروف في جل التخصصات الجامعية العربية يتم تدريسها بلغة أجنبية و هدا أمر طبيعي بل من المفروض القيام به و دلك لاحتكار الدول الأجنبية هاته التخصصات من حيث تقدمها العلمي فيها.

لننهض !

لننهض، لنحمي و لننشر لغة القرآن الكريم لغتي و لغتك العربية و ذلك ليس بالترجمة أو بالتأليف… بل هيّا لندخل غمار التكنولوجيا و ننافس.
و لنردد نحن قادمون.