الصورة الذهنية المسبقة

0

الصورة الذهنية المسبقة

الصورة الذهنية المسبقة
رغم الضغط المنصب على رأسي إلا أنه لايمنعني عن القراءة ، ليس لأن القراءة حياة ، وليس
لانني تعلمت من المدرسة أنه علي أن أقرأ كل يوم صفحة ، بل فقط لأنني أحب أن أقرأ !
حالياً أقرأ كتاب العادات السبع للناس الأكثر فاعلية صاحب الـ 13 مليون نسخة للكاتب ستيفن كوفي،
صراحة الكتاب أكثر من رائع بكل ماتحمله الكلمة من معنى . مازلت بالصفحات الأولى منه
إلا أنه يشدني اليه كلما تجاوزت صفحة من صفحاته .
سألخص لكم الكتاب انشاء الله عندما أنتهي منه .. أو قد ألخص لكم كل عادة من العادات على حدى ،
حالياً إستوقفتني قصة قصيرة يتحدث فيها الكاتب عن الصورة الذهنية المسبقة وماتحمله من معنى

حيث بدأ الكاتب القصة قائلاً :
كان الركاب جالسين في سكينة في احد القطارات بمدينة نيويورك – بعضهم يقرأ الصحف ، وبعضهم
مستغرق في التفكير ، وآخرون مغمضين أعينهم في أسترخاء ، وكان الجو ساكناً ومفعماً بالهدوء
وفجأة صعد رجل يصحبه أطفاله الذين سرعان ماملأ ضجيجهم وهرجهم عربة القطار ونقلها على الفور
من حال إلى حال ، جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه ، غافلاً على مايبدو عن الموقف كله.
كان الأطفال يتبادلون ويتقاذفون الأشياء ، بل ويجذبون الصحف من الركاب ، كان الأمر
مثيراً للإزعاج ورغم ذلك استمر الرجل في جلسته إلى جوارى دون أن يحرك ساكناً.

كان من الصعب ألا أشعر بالضيق . لم أكن أصدق أن يكون على هذا القدر من التبلد والسماح لأبنائه
بالركض هكذا دون ضابط ، دون أن يفعل شيئاً ومتخلياً عن مسؤوليته تماماً
وأخيراً وبقدر غير معتاد من الصبر وضبط النفس التفت إلى الرجل قائلاً  ” إن أطفالك ياسيدي ، يسببون
إزعاجاً للكثير من الناس وإني لأعجب إن لم تستطع ان تكبح جماحهم أكثر من ذلك “

فتح الرجل عينيه كما لو كان يعي الموقف للمرة الأولى وقال في لطف ” نعم إنك على حق يبدو أنه
يتعين علي أن أفعل شيئ إزاء هذا الأمر . لقد قدمنا لتونا من المستشفى حيث لفظت والدتهم
أنفاسها الأخيرة منذ ساعة واحدة . إني عاجز عن التفكير ،
وأظن أنهم لايدرون  كيف يواجهون الموقف أيضاً “

هل لك أن تتخيل شعوري ؟ لقد حدث تغير للصورة الذهنية ، لقد رأيت الامور مختلفة فجأة ونظراً لأنني
رأيت بصورة مختلفة ، فقد فكرت بصورة مختلفة ، وأحسست بصورة مختلفة ، وتصرفت بصورة مختلفة
لقد أنفثأ غضبي لم أعد أعبأ بالتحكم في توجهي أو في سلوكي وامتلأ قلبي بالألم على الرجل
وتدفقت مشاعر التعاطف والرحمة دون قيود . ” هل ماتت زوجتك للتو ؟ إنني آسف !
هل تتحدث معي بشأنها ؟ هل يمكنني المساعدة ؟ “       لقد تغير كل شيئ في لحظة …

لن أستنبط لكم حكمة التدوينة ولن أضيف أكثر مما كتب ،
لكن صدقاً الموقف الذي وضعنا فيه الكاتب موقف غريب
ولن ينسى على الأقل بالنسبة لي شخصياً … مارأيكم أنتم بالقصة ؟