الكمبيوتر هو بلا شك من بين الاختراعات البشرية الأهم. القدرة على ابتكار مخزن بيانات له القدرة على معالجة المشاكل المستحيلة مثلاً كان أمراً من دروب الخيال العلمي، ثم أنه كان نقلة عظيمة بعد اختراع الآلات الكاتبة والحاسبة، من الصعب حقاً تخيل العلماء اليوم يبحثون باستخدام هاتين الآلتين فقط.
يمكننا قضاء سنوات في محاولة الخوض بتاريخ الكمبيوتر. هناك طن من الاختراعات، وأطنان من الكتب عنه، لذا، نلخص اليوم هذا التاريخ المبهر من خلال تسليط الضوء على 12 جهاز كمبيوتر مؤثرين بشكل خاص.
Harvard Mark I
كانت أجهزة الكمبيوتر القديمة ميكانيكية-كهربائية، وهو ما يعني أنها تستخدم المكونات الميكانيكية كجزء من عملية الحوسبة. هارفارد مارك كان واحدا من هذه الآلات، ولكنه فريد من نوعها حيث صممه فريق من المهندسين في IBM وشارك في صنعه.
الكمبيوتر الذي يصل وزنه إلى 5 طن، صمم عام 1944، وكان يقرأ التعليمات عبر الاسطوانات الورقية، وكان يفتقر بالطبع إلى العديد من الميزات في أجهزة الكمبيوتر الحديثة ولكنه أوحى بالعديد من الأفكار أثناء ابتكارها بعد ذلك.
ENIAC
كان ENIAC هو أول حاسوب إلكتروني للاستخدام العام في العالم. حاسوب رقمي، مبرمج بشكل كامل، لكنه كان ضخماً للغاية، حيث كان يصل وزنه إلى حوالي سبعة وعشرين طنًا، لكن جميع الحواسب السابقة تضائلت قيمتها إلى جوار طاقته الحسابية الضخمة.
كان هذا الحاسب يستخدم في الأساس لمساعدة الجيش الأمريكي في حسابات المدفعية، وفي تصميم القنبلة الهيدروجينية، كما كان سبباً في إدخال الكثير من التحسينات على الأجيال التي تلته من أجهزة الكمبيوتر مثل آلية البرمجة وتخزين البيانات عام 1948. رغم أنه لم يملك هذه الخاصية.
Manchester Baby
هذا هو أول جهاز كمبيوتر يملك خاصية البرمجة وتخزين البيانات، بدأ هذا الكمبيوترالعمل في منتصف عام 1948، وكان يستخدم كمنصة تجارب للتكنولوجيا الجديدة المعروفة باسم أنبوب وليامز. هذا الأنبوب من أشعة الكاثود كان يستخدم كذاكرة قصيرة المدى للجهاز.
كان هذا يعني أن تحميل البرامج على ذاكرة الكمبيوتر بات ممكناً، وعلى الرغم من قصر مداها إلا أنها كانت الخطوة الأولى العظيمة في تحسين مفهوم التخزين الإلكتروني والذي قاد بعد ذلك إلى جهاز Manchester Mark I، الذي استخدمت فيه الاسطوانات الممغنطة لتخزين البيانات.
UNIVAC I
كانت أجهزة الكمبيوتر القديمة التي صممت عام 1950 تابعة للبرامج الممولة من الحكومة والجيش الوطني، لكن الأمر تطور سريعاً بعد ذلك، بعد طرح أول حاسوب تجاري تم تصميمه لصالح شركة ريمنجتون راند للأسلحة النارية.
فاز UNIVAC برهان هام في ذلك الوقت عندما تنبأ بدقة أن إيزنهاور سيفوز في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة 1952. كان هذا مخالفا لتوقعات المعظم في ذلك الوقت، الذين رجحوا فوز منافسه أدلاي ستيفنسون.
IBM System 360
اليوم نحن معتادون على وجود الكمبيوتر ونظمه الموحدة في كل العالم، لكن في الأيام الأولى من ثورة الحوسبة، كانت معظم الأجهزة نماذج فريدة من نوعها، البرنامج الذي يتم تطويره على جهاز ما يعمل فقط عليه.
لكن الكمبيوتر المركزي IBM System 360 سعى لتغيير ذلك. تم تطويره للتعامل مع مجموعة متنوعة من النماذج بقوة معالجة مختلفة، ولكن كان كل جهاز متوافق مع الآخرين، مما يعني أن التطبيقات التي تم تطويرها لأي جهاز كانت تعمل على الأجهزة الأخرى، ساهم هذا التطور في تصميم جميع أجهزة الكمبيوتر بعد ذلك.
Dynabook
معظم أجهزة الكمبيوتر التي غيرت التاريخ لم تكن مجرد نماذج، ولكن Dynabook هو الاستثناء. تم تصميمه على يد آلان كاي عام 1968، والذي أراد أن يوضح فقط فكرته عن جهاز حاسوب يضم الشاشة ولوحة المفاتيح معاً، بحجم صغير جداً يمكن أن يحمل بيد واحدة.
لم يكن هناك أي وسيلة لصنع Dynabook بتكنولوجيا تلك الحقبة، ولكن تصميمه كان له تأثير كبير على ستيف جوبز، الذي أعجب ببساطة النموذج الأولي وعزم على تنفيذه، يمكننا أن نقول أن الفضل في تصميم كل جهاز كمبيوتر لوحي بعد ذلك يعود إلى هذا النموذج.
Apple II
شهدت أواخر السبعينات ثورة الكمبيوتر الشخصي الذي تم طرحه في الأسواق، من بينهم كان جهاز أبل II، يمكننا القول بأنه كان الأكثر نجاحاً وتأثيراً، والذي لم يكن مجرد محاولة لجعل الكمبيوتر في متناول الشخص العادي. لكنه أيضاً كان يحاول تسهيل نهج الكمبيوتر ونظامه لمستوى الشخص العادي.
لم يتوقف خط إنتاجه حتى عام 1993، وبيع منه إلى هذا التاريخ ستة ملايين قطعة، وهو الجهاز الذي كان سبباً في نجاح شركة أبل السريع، وتوفير رأس المال لجميع ابتكاراتها الأخرى.
IBM 5150
عام 1980 كان الحقبة المميزة لجهاز IBM 5150 الذي يعمل بمنصة IBM-Compatible التوافقية، لم يكن هذا الحاسوب مجرد خطوة ثورية في عالم الكمبيوتر، ولكنه قدم مميزات هائلة في ذلك الوقت مثل وحدة المعالجة المركزية 8088 CPU، ومحرك الأقراص المرنة Floppy Disk Drive.
Compaq Portable
عام 1980 كان أيضاً نقطة الانطلاق للحواسب المحمولة، الأكثر شعبية وقتها كان جهاز Compaq Portable، الذي طرح عام 1983، بالطبع كان الكمبيوتر المحمول يختلف تماماً عن شكل اللاب توب الحالي، هذا الجهاز كان بحجم حقيبة سفر صغيرة، وبوزن 13 كيلو تقريباً، وكان هذا صغيراً جداً بالمقارنة مع أجهزة الكمبيوتر في هذه الفترة.
Apple Macintosh
لم يكن جهاز ماكنتوش أول كمبيوتر شخصي بنظام التشغيل الغرافيكي، ولكنه كان أول من ابتدع هذا الأمر، بعد تغيير واجهة سطر الأوامر إلى واجهة المستخدم الرسومية، كما قدم الماوس لأول مرة لتحكم أسهل.
أطلق أبل ماكنتوش عام 1984 في إعلان شهير. ونال اهتمام الصحافة فوراً، ومنح أجهزة ماك نفوذاً كبيراً، لكنه عانى من مشكلة هامة وهي أن برامج التشغيل في هذه الحقبة كانت مبرمجة على واجهة سطر الأوامر، لذا تعاونت أبل مع باقي المطورين مثل مايكروسوفت لترقية البرمجيات لمواكبة أجهزة ماك.
Compaq LTE
في عام 1989 تم طرح حاسب كومباك LTE المحمول بشكله الأقرب لشكل اللابتوب الحالي، والذي أصبح الأكثر نجاحا وتأثيرا في النماذج المبكرة. كان في هذا الجهاز كل ما يلزم بما في ذلك محرك الأقراص المرنة والقرص الصلب.
ومع ذلك لم يخطر في بال أحد أن هذا الكمبيوتر الصغير الذي لا يتجاوز وزنه الثلاثة كيوجرامات سيصبح الجهاز الأكثر شعبية في المستقبل.
Apple iPad
كان طرح آيباد هو مقدمة للثورة التكنولوجية في هذا العصر، والذي سارعت باقي شركات التقنية لمواكبتها بالأجهزة اللوحية المختلفة، هذا هو جهاز Dynabook الذي حلم به آلان كاي منذ عام 1968، والذي بات أخيراً في متناول المستهلكين من حول العالم، أثر آيباد كان ضخماً للغاية، وبعده تطورت الأجهزة الذكية المحمولة والتكنولوجيا القابلة للارتداء بشكل سريع ومذهل. بالتأكيد هذه هو الجهاز الأيقوني لعصرنا الحالي.