«روبن هود» شخصية حقيقية أم خيالية؟ لا أحد يعلم بالضبط… فمنذ عام 1228م والاسم يتم تداوله بين كافة أطياف الناس، ذلك اللص الذي اشتهر بفروسيته وشجاعته، فهو لم يكن كأي لص، ففي العصور الوسطى كان الأثرياء من الإنجليز يستخدمون ثرواتهم وسلطتهم في الظلم والجور على حقوق الطبقة الفقيرة، وكان روبن هود هو لص الأثرياء، وفارس الفقراء، يسرق من ذوي الخزائن الممتلئة، ليطعم ذوي الجيوب الخاوية.
اتفقت أم اختلفت معه، ترى أن الأثرياء يستحقون السرقة لأكلهم مال الفقير، ترى أن مبدأ السرقة واحد لا يتغير، لذلك هو لا يختلف عنهم؛ فهم يسرقون، وهو يسرق، مع اختلاف الأهداف، ولكن في النهاية كُلٍ يأخذ مالا يملك. أيًا كان رأيك، فهو لم يمنع وجود ذلك النموذج في وقتنا الحالي، نموذج متطور يناسب عصر الثورة التكنولوجية التي نحياها، فأدواته لم تعد السهام والخناجر والسيوف والخيل، بل أصبحت لوحة المفاتيح والإنترنت والشبكات والأكواد البرمجية.
من هو « حمزة بن دلاج »
« حمزة بن دلاج » اسم تردد في أروقة الإنتربول كأحد أكثر 10 أشخاص مطلوبين للعدالة بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI، لما تسببه من خسائر باهظة لأكثر من 217 بنكًا مختلفًا حول العالم. فعلى الرغم من كونه لا يزال شابًا في الرابعة والعشرين من عمره، إلا أنه قد استهواه عالم الحاسب الآلي من صغره، ودرس في البداية صيانة الحاسب لمدة ثلاث سنوات قبل أن ينخرط في عالم الاختراق السيبري.
تحول « حمزة بن دلاج » مع الوقت إلى هاكر من ذوي القبعات السوداء من العيار الثقيل، حيث تتسبب عملية القرصنة الواحدة له خسارة ما يتراوح بين 10 إلى 20 مليون دولار، ومع هذا العدد الضخم من البنوك يمكنك أن تتخيل مدى الثروة التي حققها من خلال عمليات قرصنته الناجحة! ولكن هل كان يحتفظ بتلك الثروة لنفسه؟!
لص ولكن…
أثبتت التحقيقات أن « حمزة بن دلاج » كان يقضي إجازات باهظة الثمن مع أسرته في عدة دول حول العالم، ودائمًا ما كان يسافر على الدرجة الأولى في الطائرات. ولكن كل هذا كان جزء صغير من تلك الثروة؛ فالجانب الكبير منها كان يذهب إلى فلسطين والدول الفقيرة، كان يرسل تلك المبالغ لمساعدتهم وسط أوضاعهم الصعبة.
بالإضافة إلى ذلك فإنه قد تسبب في غلق حوالي 8000 موقع فرنسي، وتوزيع تأشيرات مجانية على الشباب الجزائري الراغب في السفر أو الهجرة، بجانب اختراقه لمواقع إسرائيلية هامة وتسريب معلومات حول الجيش الإسرائيلي مما يعد تهديدًا أمنيًا حقيقيًا للكيان، الأمر الذي دفعهم لمحاولة تجنيده وضمه إلى صفوفهم، ولكن كان العرض يقابل بالرفض في كل مرة.
النهاية!
رحلته الأخيرة منذ ثلاثة أعوام إلى العاصمة التايلاندية «بانكوك» كانت هي النهاية لمشوار طويل من القرصنة الإلكترونية خاضه إلى آخره، فأثناء قضاء إجازته مع أسرته كعادته، تم إلقاء القبض عليه من قبل الشرطة التايلاندية وبحوزته حاسب محمول وأقراص كومبيوتر مدمجة وهاتف يعمل بالأقمار الصناعية، ثم قاموا بتسليمه إلى المباحث الفيدرالية الأمريكية.
وعلى مدار الأمس واليوم ظهرت شائعات قوية على مواقع التواصل الاجتماعي لا ندري مدى صحتها، تقول بأنه قد صدر بالأمس الخميس 20 أغسطس 2015 حكم بالإعدام على « حمزة بن دلاج »، مما لا يعني انتهاء حياته كـ هاكر فقط، بل انتهاء حياته ذاتها! ولكنه يقابل كل ذلك بابتسامته الواثقة التي لم تغب عن ثغره حتى أثناء القبض عليه. وهنا يطرح السؤال نفسه منذ شيوع قصة روبن هود وحتى الآن… هل يعتبر « حمزة بن لادج » بطلًا أم لصًا؟ أم أنه أيضًا سيكون بطلًا للبعض ولصًا للبعض الأخر؟ ويظل السؤال عالقًا…