في بداية التسعينيات و مع بداية ثورة اطلاق المواقع استيقظ أصحاب المواقع على مشكلة اشهار مواقعهم .…. كان مجرد أن تطرح موقعاً على الويب شيئاً عظيماً و لكن كيف يمكن لأي شخص العثور عليه؟
كان من البديهي ان تنشئ فكرة الـ Directories أو المواقع الدليلية و التي كانت الى حد بعيد نسخة من المجلدات الدليلية ‚كدلائل الهاتف أو دلائل الأعمال و كان أسلوب هذه المواقع يعتمد فقط على الترتيب الأبجدي للمواقع.
لم يكن نجاح هذه المواقع باهراً حيث انها لم تعطي المستخدم الإشباع الكامل من ناحية الوصول الى ما يسعى اليه بأسرع و أبسط طريقة ممكنة.
بداية محركات البحث | Yahoo الياهو:
في العام 1996 بدأ موقع الياهو على شكل دليل على الويب و كان أمل المستخدم في ايجاد الخدمة أو المنتج من خلال استخدامه لـ Yahoo يعتمد في الأساس على كون ما يبحث عنه مضافاً بشكل مسبق للدليل. في ذلك الوقت ما كان على الويب ماستر أو مدير الموقع الا اضافة الموقع الى الدليل لضمان ظهوره في صفحة النتائج.
فبمجرد أن يقوم مدير الموقع باضافة الرابط الى الدليل يرسل الدليل أو محرك البحث عنكبوته أو برنامج ” Web Spi¬der” ليقوم بمسح الموقع او ما يسمى بالإنجليزية “crawl” واستخراج الروابط الموجودة في الصفحة و من ثم اعادة هذه المعلومات و فهرسة الرابط.
تطورت هذه العملية حيث أصبحت محركات البحث تقوم بتحميل هذه الصفحات الموجودة على الويب و من ثم تخزينها في المخدمات التابعة لها أو “servers” و في نفس الوقت يكون هناك برنامج آخر يسمى“indexer” والذي يقوم بتحليل هذه الصفحات و استخراج عناصرها الأساسية كالكلمات و الروابط الموجودة في المحتوى و الـ META TAGS و التي تتضمن Meta Description, Meta title, Meta Keywords …الخ
مع اذياد استعمال محركات البحث من قبل المستخدميين,أدرك أصحاب المواقع أهمية اظهار مواقعهم في أعلى صفحات نتائج البحث وذلك لجلب أكبر عدد من الزيارت وهنا بدأت استراتيجية الـ SEO بالظهور التي تعتمد على فهم طريقة عمل محركات البحث و تحسين و تعديل عناصر الصفحات الموجودة في مواقعهم لتمكين محركات البحث للوصول اليها بطريقة أسرع و لجعلها أكثر ملائمة لهذه المحركات.
كانت الخوارزميات التي تعتمد عليها محركات البحث و من ضمنها Yahoo بسيطة جداً, كانت تعتمد فقط على الـ META TAGSو في نفس الوقت كان يسهل لأصحاب المواقع التلاعب بنتائج البحث و ذلك بإدخال الكثير من الكلمات المفتاحية حتى و لو كانت غير مرتبطة بموضوع الصفحة أو الموقع, و كثر من يسمون بـ Black SEO أو من يستخدمون طريقة الـ Black Hat و الذين كان هدفهم الوحيد هو فقط جلب أكبر عدد من الزوار و حتى و لو لم يكن محتوى صفحاتهم غير مرتبط بما يبحث عنه المستخدم.
هذا طبعاً ادى الى احباط مستخدميي محركات البحث و من ضمنها الـYahoo وذلك طبعاً لعدم دقة صفحات نتائج البحث مما جعل هؤولاء المستخدميين يبحثون عن محركات أخرى تستطيع أن تمييز مدى ارتباط الكلمات المفتاحية التي يدخلونها في حقل البحث بصفحة النتائج و هنا برز دور المحرك الأول عالميا Google
بداية جوجل Google
بينما كان لاري بيج و و سيرجي برين يدرسون في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة, طوّر هذيين الطالبيين ما يمسى بـ “back¬rub” و هو عبارة عن محرك بحث يعتمد على خوارزمية رياضية تقوم بتقييم و حساب شهرة الصفحات الموجود على الويب. تقوم هذه الخوارزمية على دالة تسمى بـ Page Rank و التي تقوم بحساب الـ Inbound links أو الروابط الوافدة لموقع ما على الإنترنت بالإضافة الى عدد صفحات هذا الموقع.
بمعنى آخر, استطاع جوجل من خلال خوارزمياته أن يقييم أي موقع بناء على عامليين أساسيين, عامل داخلي يتعلق بالموقع نفسه و مدى ارتباط محتواه بالكلمات المفتاحية التي يدخلها مستخدمي الموقع و عامل خارجي و هو تحليل الروابط الوافدة من مواقع اخرى لهذا الموقع (بيج رانك).
في العام 1998 تم اطلاق محرك البحث google و الذي جذب الكثيير من المستخدميين في الولايات المتحدة حيث أثبتت دالة Page Rank جودة نتائجها و قدرتها على اظهار نتائج دقة و أكثر ارتباطاً لما يسعى اليه المستخدميين الوصول اليه من خلال عملية البحث.
لكن بالرغم من تعقيدات هذه الخوارزمية, بدأت عملية التلاعب بنتائج البحث من قبل الويب ماسترز أو من يعملون في مجال الـSEO و ذلك من خلال الـ Link Building أو جلب روابط لمواقعهم من مواقع أخرى من خلال شراء هذه الروابط أو تبادلها مع مواقع أخرى أو حتى اصدار عدد كبير من المواقع و ربطها بمواقعهم. أصبح تركيز الويب ماسترز هو جلب هذه الروابط و اهمال التركيز على جودة محتوى مواقعهم.
في العام 2007 و مرة أخرى أدركت محركات البحث خطورة هذه النشاطات على جودة نتائج البحث لذا أدخلت عوامل أخرى تؤخذ في الإعتبار في عملية فرز نتائج البحث. صرح جوجل في ذلك الوقت أن هناك أكثر من 200 عامل يدخلون في عملية ترتيب نتائج البحث. أما بالنسبة لمحركات البحث الأخرى كـyahoo, Bing , AOL فهم أيضاً على نفس خطى جوجل بتحسين جودة نتائجهم.